فصل: نة اثنتي عشرة وست مائة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة ثمان وست مائة فيها قدم بغداد رسول جلال الدين حسن

صاحب الألموت بدخول قومه في الإسلام وإنهم قد وفيها وثب قتادة الحسني أمير مكة على الركب العراقي بمنى فنهب الناس وقتل جماعة‏.‏

‏.‏

وقيل راح للناس ما قيمته ألف ألف دينار‏.‏

ولم ينتطح فيها عنزان‏.‏

وفيها توفي أبو العباس العاقولي أحمد بن الحسن بن أبي البقاء المقرئ‏.‏

قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري وسمع من أبي منصور القزاز وأبي منصور ابن خيرون وطائفة‏.‏

توفي يوم التروية عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏

وجهاركس الأمير الكبير فخر الدين الصلاحي أعطاه العادل بانياس والشقيف‏:‏ فأقام هناك مدة توفي في رجب ودفن بتربته بقاسيون‏.‏

وابن حمدون صاحب التذكرة أبو سعد الحسن بن محمد بن الحسن ابن محمد بن حمدون البغدادي كاتب الإنشاء للدولة‏.‏

والخضر بن كامل بن سالم بن سبيع الدمشقي السروجي المعبر‏.‏

سمع من نصر الله المصيصي وببغداد من الحسين سبط الخياط‏.‏

توفي في شوال‏.‏

وعبد الرحمان الرومي عتيق أحمد بن باقا البغدادي‏.‏

قرأ القرآن على أبي الكرم الشهرزوري وروى صحيح البخاري بمصر والاسكندرية عن أبي الوقت‏.‏

توفي في ذي القعدة وقد شاخ وابن نوح الغافقي العلامة ابو عبد الله محمد بن أيوب بن محمد بن وهب الأندلسي البلنسي‏.‏

ولد سنة ثلاثين وخس مائة وقرأ القراءات على ابن هذيل وسمع من جماعة وتفقه وبرع في مذهب مالك ولم يبق له في وقته نظير بشرق الأندلس تفننًا واستبحارًا‏.‏

كان رأسًا في القراءات والفقه والعربية وعقد الشروط‏.‏

قال الأبار‏:‏ تلوت عليه وهو أغزر من لقيت علمًا وأبعدهم صيتًا‏.‏

توفي في شوال‏.‏

وعماد الدين محمد بن يونس العلامة أبو حامد‏.‏

تفقه على والده وببغداد على يوسف بن بندار الدمشقي وغيره‏.‏

ودرس في عدة مدارس بالموصل واشتهر وقصده الطلبة من البلاد‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ كان إمام وقته في المذهب والأصول والخلاف وكان له صيت عظيم في زمانه‏.‏

صنف المحيط جمع فيه بين المهذب والوسيط‏.‏

وكان ذا ورع ووسواس في الطهارة بحيث إنه يغسل يده من مس القلم‏.‏

وكان كالوزير لصاحب الموصل نور الدين ومازال به حتى نقله إلى الشافعية‏.‏

توفي في سلخ جمادى الآخرة‏.‏

وهوجد مصنف التعجيز تاج الدين عبد الرحيم ابن محمد بن محمد الموصلي‏.‏

ومنصور بن عبد المنعم بن أبي البركات عبد الله ابن فقيه الحرم محمد ابن الفضل الفراوي أبو الفتح وأبو القاسم‏.‏

ولد سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة وسمع من جده وجد أبيه وعبد الجبار الخواري ومحمد بن إسماعيل الفارسي وروى الكتب الكبار ورحلوا إليه توفي في

وابن سناء الملك القاضي أبو القاسم هبة الله بن جعفر المصري الأديب صاحب الديوان المشهور والمصنفات الأدبية‏.‏

قرأ على الشريف الخطيب وقرأ النحو على ابن بري وسمع من السلفي كتب بديوان الإنشاء مدة‏.‏

توفي في أوائل رمضان عن بضع وستين سنة‏.‏

وكان بارع الترسل والنظم‏.‏

ويونس بن يحيى الهاشمي أبو محمد البغدادي القصار نزيل مكة‏.‏

روى عن أبي الفضل الأرموي وابن الطلابة وطبقتهما‏.‏

سنة تسع وست مائة فيها كانت الملحمة العظمى بالأندلس بين الناصر محمد بن محمد ابن يعقوب بن يوسف وبين الفرنج‏.‏

ونصر الله الإسلام واستشهد بها عدد كثير‏.‏

وتعرف بوقعة العقاب‏.‏

وفيها توفي أبو جعفر الحصار أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الأنصاري الأندلسي الداني المقرئ نزيل بلنسية‏.‏

قرأ القراءات علىابن هذيل وسمع من جماعة وتصدر للإقراء ولم يكن أحد يقاربه في الضبط والتحرير ولكن ضعفه الأبار وغيره لروايته عن ناس ما كأنه لقيهم‏.‏

توفي في صفر‏.‏

وأبو عمر بن عات أحمد بن هارون بن أحمد النقري الشاطبي الحافظ‏.‏

سمع أباه العلامة أبا محمد وابن هذيل‏.‏

ولما حج سمع من السلفي‏.‏

وكان عجبًا في سرد المتون ومعرفة الرجال والأدب‏.‏

وكان زاهدًا سلفيًا متعففًا عدم في وقعة العقاب في صفر‏.‏

والملك الأوحد أيوب ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب‏.‏

تملك خلاط خمس سنين‏.‏

وكان ظلومًا سفاكًا لدماء الأمراء‏.‏

مات في ربيع الأول‏.‏

وأبو نزار ربيعة بن الحسن الحضرمي اليمني الصنعاني الشافعي المحدث‏.‏

ولد سنة خمس وعشرين وخمس مائة وتفقه بظفار ورحل إلى العراق وإصبهان وسمع من أبي المطهر الصيدلاني ورجاء بن حامد المعداني وطائفة‏.‏

وكان مجموع الفضائل وكثير التعبد والعزلة‏.‏

توفي في جمادى الآخرة‏.‏

وزاهر بن رستم أبو شجاع الإصبهاني الأصل ثم البغدادي الفقيه الشافعي الزاهد‏.‏

قرأ القراءات على سبط الخياط وأبي الكرم وسمع منهما ومن الكروخي وجماعة‏.‏

وجاور وأم بمقام إبراهيم إلى أن عجز وانقطع‏.‏

توفي في ذي القعدة‏.‏

وكان ثقة بصيرًا بالقراءات‏.‏

وأبو الفضل بن المعزم عبد الرحمان بن عبد الوهاب بن صالح الهمذاني الفقيه‏.‏

توفي في ربي الأخر‏.‏

سمع من أبي جعفر محمد بن أبي علي الحافظ وعبد الصبور الهروي وطائفة‏.‏

وكان مكثرًا صحيح السماع‏.‏

وابن القبيطي أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة أخو حمزة الحراني ثم البغدادي‏.‏

روى عن الحسين وأبي محمد سبطي الخياط وأبي منصور بن خيرون وأبي سعد البغدادي وطائفة‏.‏

وكان متيقظًا حسن الأخلاق‏.‏

ومحمد بن محمد بن أبي الفضل الخوارزمي‏.‏

سمع من زاهر الشحامي بإصبهان‏.‏

سنة عشر وست مائة كان السلطان خوارزم شاه محمد صاحب إقدام وجرأة‏.‏

وكان من خبره أنه نازل التتار بجيوشه‏.‏

فخطر له أن يكشفهم فتذكر‏.‏

ولبس زيهم هو وثلاثة ودخل فيهم فأنكرتهم التتار وقبضوا عليهم وقرروهم فمات اثنان تحت الضرب ولم يقرأ ورسموا على خوارزم شاه ورفيقه فهربا في الليل‏.‏

قال أبو شامة‏:‏ فيها ورد الخبر بخلاص خوارزم شاه من أسر التتار‏.‏

وفيها توفي تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي المعدل ابن عساكر‏.‏

والد العز النسابة‏.‏

ولد ستة اثنتين وأربعين وخمس مائة وسمع من نصر بن أحمد بن مقاتل وأبي القاسم بن البن وعميه الصائن والحافظ وطائفة‏.‏

وسمع بمكة من أحمد بن المقرب وخرج لنفسه مشيخة وكتب وجمع وخدم في جهات كبار‏.‏

توفي في رجب وأبو الفضل التركستاني أحمد بن مسعود بن علي شيخ الحنفية بالعراق وعالمهم ومدرس مشهد الإمام أبي حنيفة‏.‏

توفي في ربيع الآخر‏.‏

والفخر إسماعيل بن علي بن حسين المأموني الحنبلي الرفاء الفقيه المناظر صاحب التصانيف‏.‏

ويعرف أيضًا بغلام ابن المني‏.‏

ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة ولازم أبا الفتح نصر بن المنى مدة وسمع من شهدة وكان له حلقة كبيرة للمناظرة والاشتغال بعلم الكلام والجدل ولم يكن في دينه بذاك‏.‏

توفي في ربيع الآخر‏.‏

وأيدغمش السلطان شمس الدين صاحب همذان وإصبهان والري‏.‏

كان قد تمكن وكثرت جيوشه واتسعت ممالكه بحيث إنه حصر ولد أستاذه أبا بكر بن البهلوان بأذربيجان إلى أن خرج عليه منكلي بالتركمان وحاربه واستعان عليه بالمماليك البهلوانية‏.‏

فهرب إلى بغداد فسلطنه الخليفة وأعطاه الكوسان في العام الماضي‏.‏

فلما كان في المحرم كبسته التركمان وقتلوه وحملوا راسه إلى منكلي‏.‏

والحسين بن سعيد بن شنيف أبو عبد الله الأمين سمع من هبة الله ابن الطبر وقاضي المرستان وجماعة‏.‏

توفي في المحرم ببغداد‏.‏

وزينب بنت إبراهيم القيسي زوجة الخطيب ضياء الدين الولعي أم الفضل‏.‏

سمعت من نصر وابن حديدة الوزير معز الدين أبو المعالي سعيد بن علي الأنصاري البغدادي‏.‏

وزر للناصر في سنة أربع وثمانين وخمس مائة فلما عزل بابن مهدي صودر‏.‏

فترك للمترسمين ذهبًا وهرب وحلق رأسه والتف في إزار وبقي بأذربيجان مدة‏.‏

ثم قدم بغداد ولزم بيته إلى أن مات في جمادى الأولى وعبد الجليل بن أبي غالب بن مندوية الإصبهاني أبو مسعود الصوفي المقرئ نزيل دمشق‏.‏

روى الصحيح عن أبي الوقت وروى عن نصر البرمكي‏.‏

قال القوصي‏:‏ هو الإمام شيخ القراء بقية السلف‏.‏

توفي في جمادى الأولى‏.‏

وابن هبل الطبيب العلامة مهذب الدين علي بن أحمد بت علي البغدادي نزيل الموصل‏.‏

روى عن أبي القاسم بن السمرقندي وكان من الأذكياء الموصوفين‏.‏

له عدة تصانيف وجماعة تلامذة‏.‏

وعين الشمس بنت أحمدبن أبي الفرج الثقفية الإصبهانية سمعت حضورًا في سنة أربع وعشرين من إسماعيل بن الإخشيد وسمعت من ابن أبي ذر‏.‏

وكانت آخر من حدث عنهما‏.‏

توفيت في ربيع الآخر‏.‏

ومحمد بن مكي بن أبي الرجاء الحنبلي ابو عبد اله محدث إصبهان‏.‏

وأحد من عني بهذاالشأن‏.‏

روى عن مسعود الثقفي وطبقته‏.‏

توفي في المحرم‏.‏

وصاحب المغرب السلطان الملك الناصر الملقب بأمير المؤمنين أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي بن علوي القيسي وأمه أمة رومية‏.‏

وكان أشقر أشهل أسيل الخد حسن القامة طويل الصمت كثير الإطراق بعيد الغور ذا شجاعة وحلم وفيه بخل بين‏.‏

تملك بعد أبيه في صفر سنة خمس وتسعين وزر له غير واحد منهم أخوة إبراهيم‏.‏

وكان أولى بالملك منه‏.‏

وفي سنة تسع وتسعين سار ونزل على مدينة فاس وكان قد أخذها منهم ابن غانية فظفر جيشه بابن غانية عبد الله بن إسحاق بن غانية متولي فاس فقتلوه‏.‏

ثم خرج عليه عبد الرحمن بن الجزارة بالسوس وهزم الموحدين مرات ثم قتل واستولى ابن غانية على افريقية كلها سوى بجاية وقسطنطينية فسار الناصر وحاصر المهدية أربعة أشهر ثم تسلمها من ابن عم ابن غانية وصار من خواص امرائه ثم خامر إليه سير أخو ابن غانية فأكرمه أيضا‏.‏

قال عبد الواحد المراكشي في تاريخه‏:‏ فبلغني أن جملة ما أنفقه في هذه السفرة مائة وعشرون حمل ذهب‏.‏

ثم دخل الأندلس في سنة ثمان وست مائة فحشد له الإذفنش واستنفر عليه حتى فرنج الشام وقسطنطينية الكبرى‏.‏

وكانت وقعة الموضع المعروف بالعقاب‏.‏

فانكسر المسلمون‏.‏

وكان الذي أعان على ذلك أن البربر الموحدين لم يسلوا سلاحًا بل جبنوا وانهزموا غضبًا على تأخير أعطياتهم‏.‏

وثبت السلطان ولله الحمد ثباتًا كليًا ولولا ذلك لاستؤصلت تلك الجموع‏.‏

ورجعت سنة إحدى عشرة وست مائة فبها توفي أبو محمد بن الأخضر الحافظ المتقن مسند العراق عبد العزيز بن محمود بن المبارك الجنابذي ثم البغدادي‏.‏

سمع سنة ثلاثين وخمس مائة وبعدها من قاضي المرستان وإسماعيل بن السمرقندي فمن بعدهما‏.‏

وحصل الأصول الكثيرة وجمع وخرج مع الثقة والجلالة‏.‏

توفي في شوال‏.‏

وعلي بن المفضل بن علي الإمام الحافظ المفتي شرف الدين أبو الحسن اللخمي المقدسي ثم الإسكندراني الفقيه المالكي‏.‏

ولد سنة أربع وأربعين وتفقه على أبي طالب صالح ابن بنت معافى وأبي طاهر بن عوف وأكثر إلى الغاية عن السلفي والموجودين وسكن في أواخر عمره بمصر ودرس بالصاحبية وصنف التصانيف توفي في غرة شعبان‏.‏

وأبو بكر محمد بن معالي بن غنيمة البغدادي المأموني ابن الحلاوي شيخ الحنابلة في زمانه ببغداد‏.‏

وكان علامة صالحًا ورعًا كبير القر‏.‏

عاش ثمانين سنة‏.‏

وحدث عن أبي الفتح الكروخي وابن ناصر‏.‏

وتوفي في رمضان‏.‏

وعليه تفقه الشيخ المجد جد شيخنا ابن تميمة‏.‏ نة اثنتي عشرة وست مائة

وفيها سار الملك المسعود أقسيس ابن السلطان الملك الكامل من الديار المصرية عندما بلغه موت صاحب اليمن سيف الإسلام فاستولى على إقليم اليمن بلا حرب‏.‏

وفيها استولى خوارزم شاه علاء الدين على غزنة وهرب ملكها ألذر إلى بهاور‏.‏

ثم جمع وحشد والتقى صاحب دهلة شمس الدين الدزمش فقتل الدز‏.‏

وفيها انهزم منكلي الذي غلب على همذان والري وإصبهان ثم قتل‏.‏

وفيها توفي ابن الدبيقي أبو العباس أحمد بن بحيى بن بركة البزاز ببغداد وله بضع وستون سنة ‏.‏

روى عن قاضي المرستان وابن زريق القزاز وجماعة‏.‏

وهو ضعيف ألحق اسمه في أماكن‏.‏

توفي في ربيع الآخر‏.‏

ضعفه غير واحد‏.‏

وسليمان بن محمد بن علي الموصلي الفقيه أبو الفضل الصوفي‏.‏

ولد سنة ثمان وعشرين وسمع من إسماعيل بن السمرقندي ويحيى بن الطراح وطائفة‏.‏

توفي في ربيع الأول‏.‏

وأبو محمد بن حوط الله الحافظ عبد الله بن سليمان بن داود الأنصاري الأندلسي ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة وسمع من أبي الحسن بن هذيل وأبي القاسم بن حبيش وأبي بكر بن الجد وخلق كثير‏.‏

وكان موصوفًا بالإتقان حافظًا لأسماء الرجال‏.‏

صنف كتابًا في تسمية شيوخ البخارى ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ولم يتمه‏.‏

وكان إمامًا في العربية والترسل

والشعر‏.‏

ولي قضاء أشبيلية وقرطبة‏.‏

وأدب أولاد المنصور صاحب المغرب بمراكش‏.‏

توفي في ربيع الأول‏.‏

وعبد الله بن أبي بكر بن أحمد بن طليب أبو علي الحربي‏.‏

روى عن عبد الله بن أحمد بن يوسف‏.‏

توفي في ذي الحجة‏.‏

وابن منينا أبو محمد عبد العزيز بن مصال بن غنيمة البغدادي الأشناني آخر من حدث بالعراق عن قاضي المرستان‏.‏

وسمع من جماعة‏.‏

توفي في ذي الحجة عن سبع وثمانين سنة‏.‏

والحافظ عبد القادر الرهاوي أبو محمد الحنبلي‏.‏

كان مملوكًا لبعض أهل الموصل فأعتقه‏.‏

وحبب إليه فن الحديث فسمع الكثير وصنف وجمع وله الأربعون المتباينة الإسناد والبلاد‏.‏

وهو أمر ما سبقه إليه أحد ولا يرجوه بعده محدث لخراب البلاد‏.‏

سمع بإصبهان من مسعود الثقفي وطبقته وبهمذان من أبي العلاء الحافظ وأبي مهراة زرعة والمقدسي بن عبد الجليل بن أبي سعد آخر أصحاب بيبي الهرثمية وبمرو ونيسابور وسجستان وبغداد ودمشق ومصر‏.‏

قال ابن خليل‏:‏ كان حافظًا ثبتًا كثير التصنيف ختم به الحديث‏.‏

وقال أبو شامة‏:‏ كان صالحًا مهيبًا زاهدًا خشن العيش ورعًا ناسكًا‏.‏

قلت‏:‏ توفي في جمادى الأولى وله ست وسبعون سنة‏.‏

وأبو الحسن بن الصبوغ القدوة العارف علي بن حميد الصعيدي كان صاحب أحوال ومقامات‏.‏

وأبو عبد الله بن البناء الشيخ نور الدين محمد بن أبي المعالي عبد الله بن موهوب بن جامع البغدادي الصوفي‏.‏

صحب الشيخ أبا النجيب السهروردي وسمع من ابن ناصر وابن الزاغوني وطائفة‏.‏

وكتب سماعاته‏.‏

حدث بالعراق والحجاز ومصر والشام‏.‏

واستقر بالسميساطية إلى أن توفي في ذي القعدة عن ست وسبعين سنة‏.‏

وابن الجلالجلي كمال الدين أبو الفتوح محمد بن علي المبارك البغدادي التاجر الكبير‏.‏

سمع من هبة الله بن شريك الحاسب وغيره‏.‏

وتوفي ببيت المقدس في رمضان‏.‏

والوجيه بن الدهان أبو بكر المبارك بن المبارك بن أبي الأزهر الواسطي الضرير النحوي‏.‏

ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة وسمع ببغداد من أبي زرعة ولزم الكمال عبد الرحمان الأنباري مدة وأبا محمد بن الخشاب وبرع في العربية ودرس النحو بالنظامية وكان حنبليًا فتحول حنفيًا‏.‏

وقيل تحول أيضًا شافعيًا‏.‏

وفيه أبيات سائرة‏.‏

توفي في شعبان ببغداد‏.‏

وموسى بن سعيد أبو القاسم الهاشمي البغدادي بن الصيقل‏.‏

سمع من إسماعيل ابن السمر قندي وأبي الفضل الأرموي‏.‏

وكان صدرًا معظمًا‏.‏

ولي حجابة باب النوبى ثم نقابة الكوفة‏.‏

توفي في جمادى الأولى‏.‏

ويحيى بن ياقوت البغدادي الفراش المجاور بمكة‏.‏

روى عن إسماعيل ابن السمرقندي وعبد

 نة ثلاث عشرة وست مائة

قال ابن الأثير‏:‏ فيها قد وقع بالبصرة برد قيل إن أصغره كالنارنجة الكبيرة وأكبره ما يستحى الإنسان أن يذكره‏.‏

قلت‏:‏ أرض العراق قد وقع فيها مثل هذا البرد مرات عديدة ذكرته في أماكنه من تاريخي الكبير‏.‏

وفيها توفي العلامة تاج الدين الكندي أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن البغدادي المقرئ النحوي اللغوي شيخ القراء والنجاة بالشام ومسند العصر‏.‏

ولد سنة عشرين وخمس مائة وأكمل القراءات العشرة‏.‏

وله عشرة أعوام‏.‏

وهذا مالا أعلمه تهيأ لأحد سواه‏.‏

اعتنى به سبط الخياط فأقرأه‏.‏

وحرص عليه وجهزه إلى أبي القاسم هبة الله ابن الطير فقرأ عليه بست روايات وإلى أبي منصور بن خيرون وأبي بكر خطيب المحول وأبي الفضل بن المهتدي بالله فقرأ عليهم بالروايات الكثيرة وسمع من ابن الطبر وقاضي المرستان وأبي منصور القزاز وخلق‏.‏

وأتقن العربية على جماعة وقال الشعر الجيد ونال الجاه والوافر‏.‏

فإن الملك المعظم كان مديمًا للاشتغال عليه‏.‏

وكان ينزل إليه من القلعة‏.‏

توفي في سادس شوال ونزل الناس بموته درجة في القراءات وفي الحديث لأنه آخر من سمع من القاضي أبي بكر والقاضي آخر من سمع من بي محمد الجوهري والجوهري آخر من روى عن القطيعي والقطيعي آخر من روى عن الكريمي وجماعة‏.‏

وعبد الرحمان بن علي الزهري الإشبيلي أبو محمد مسند الأندلس في زمانه‏.‏

روى صحيح البخاري سماعًا عن أبي الحسن شريح وعاش بعد ما سمعه ثمانين سنة‏.‏

وهذا شيء لاأعلمه وقع لأحد بالأندلس‏.‏

توفي في آخر العام‏.‏

والملك الظاهر غازي صاحب حلب ولد السلطان صلاح الدين يوسف ابن أيوب‏.‏

ولد بمصر سنة ثمان وستين وخمس مائة‏.‏

وحدث عن عبد الله بن بري وجماعة‏.‏

وكان بديع الحسن كامل الملاحة ذا غور ودهاء ورأي ومصادقة لملوك النواحي‏.‏

فيوهمهم أنه لولا هو لقصدهم عمه العادل ويوهم عمه لولا هو لاتفق عليه الملوك وشاقوه‏.‏

وكان سمحًا جوادًا‏.‏

تزوج بابنتي عمه‏.‏

توفي في العشرين من جمادى الآخرة بالإسهال‏.‏

وتسلطن بعده الملك العزيز وله ثلاثة أعوام‏.‏

وكاسر الملك العادل لأجل بنتيه أم الطفل‏.‏

والجاجرمي مؤلف الكفاية في الفقه الإمام معين الدين أبو حامد محمد ابن إبراهيم السهلي الشافعي‏.‏

وله طريقة في الخلاف‏.‏

وجاجرم بليدة بين نيسابور وجرجان جاء منها إلى نيسابور ودرس بها ومات كهلًا في رجب‏.‏

والعزيز محمد ابن الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الحافظ أبو الفتح‏.‏

ولد سنة ست وستين وخمس ورحل إلى بغداد وهو مراهق‏.‏

فسمع من ابن شاتيل وطبقته وسمع بدمشق من أبي الفهم عبد الرحمان بن أبي العجائز وطائفة‏.‏

وكتب الكثير‏.‏

وعني بالحديث ورحل إلى إصبهان وغيرها‏.‏

وكان موصوفًا بحسن القراءة وجودة الحفظ والفهم‏.‏

قال الضياء‏:‏ كان حافظًا فقيهًا ذا فنون وصفة بالمروءة التامة والديانة المتيتة‏.‏

توفي في تاسع عشر شوال‏.‏

سنة أربع عشرة وست مائة‏.‏

فيها سار خوارزم شاه في أربع مائة ألف راكب إلى أن وصل همذان قاصدًا بغداد ليتملكها ويحكم على الناصر لدين الله‏.‏

فاستعد له الناصر وفرق الأموال والسلاح وراسله مع السهروردي فلم يلتفت عليه فحكى قال‏:‏ دخلت إليه في خيمة عظيمة لم أر مثل دهليزها وهو من أطلس والأطناب حرير وفي الخدمة ملوك العجم وما وراء النهر‏.‏

وهو شاب له شعرات قاعد على تخت وعليه قباء يساوي خمسة دراهم‏.‏

وعلى رأسه قلنسوة جلد تساوي درهمًا‏.‏

فسلمت فما رد ولا أمرني بالجلوس‏.‏

فخطبت وذكرت فضل بني العباس وأطنبت في وصف الخليفة‏.‏

والترجمان يخبره‏.‏

فقال‏:‏ قل له‏:‏ هذا الذي تصفه ماهو في بغداد بل أنا أجيء وأقيم

خليفة هكذا‏.‏

ثم ردنا بلا جواب‏.‏

واتفق ان نزل همذان ثلج عظيم أهلك خيلهم‏.‏

وركب هو يومًا فعثر به فرسه فتطير وقلت الأقوات على جيوشه‏.‏

ولطف الله فردوا‏.‏

وفيها تخربت الفرنج على الملك العادل ونزلوا على عين جالوت وهوببيسان فأحرقها‏.‏

وتقهقر إلى عجلون ثم إلى الفوار‏.‏

فقطعت الفرنج الشريعة وتبعته وبيتوا اليزك وعاثوا في البلاد وتهيأ أهل دمشق للحصار واستحث العادل ملوك النواحي على النجدة وتأخر إلى مرج الصفر‏.‏

فرحعت الفرنج بالسبي والغنائم إلى نحو عكا وكانوا خمسة عشر ألفًا عليهم الهنكر وفيها توفي أبو الخطاب بن واجب أحمد بن محمد بن عمر القيسي البلنسي الإمام‏.‏

ولد سنة سبع وثلاثين وأكثر عن جده أبي حفص بن واجب وابن هذيل وابن قزمان صاحب ابن الطلاع وطائفة وأجاز له أبو بكر ابن العربي‏.‏

قال ابن الأبار‏:‏ هو حامل راية الرواية بشرق الأندلس وكان متفننًا ضابطًا نحويًا عالي الإسناد ورعًا قانتًا‏.‏

له عناية كاملة بصناعة الحديث‏.‏

ولي القضاء ببلنسية وشاطبة غير مرة‏.‏

ومعظم روايتي عنه‏.‏

توفي في رجب‏.‏

والشيخ العماد أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي أخو الحافظ عبد الغني‏.‏

ولد بجماعيل سنة ثلاث وأربعين وجاهر سنة إحدى وخمسين وخمس مائة مع أقاربه‏.‏

وسمع من عبد الواحد بن هلال وجماعة‏.‏

وببغداد من شهدة وصالح ابن الرحلة وبالموصل من

خطيبها وحفظ الخرقي والغريب للعزيزي‏.‏

وألقى الدروس وناظر واشتغل‏.‏

وقد قرأ القراءات على أبي الحسن البطائحي‏.‏

وكان متصديًا لقراءة القرآن والفقه ورعًا تقيًا متواضعًا سمحًا مفضالًا صوامًا قوامًا صاحب أحوال وكرامات موصوفًا بطول الصلاة‏.‏

قال الشيخ الموفق‏:‏ مافارقته إلا أن يسافر فما عرفت أنه عصي الله معصية‏.‏

توفي الشيخ العماد رضي الله عنه فجأة في سابع عشر ذي القعدة‏.‏

وعبد الله بن عبد الجبار العثماني أبو محمد الاسكندراني التاجر الكارمي المحدث‏.‏

سمع من السلفي فأكثر وتوفي في ذي الحجة عن سبعين سنة‏.‏

وابن الحرستاني قاضي القضاة جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الخزرجي الربعي الشافعي ولد سنة عشرين وخمس مائة وسمع سنة خمس وعشرين من عبد الكريم بن حمزة وجمال الإسلام وطاهر بن سهل الأسفراييني والكبار‏.‏

وحدث وأفتى وبرع في المذهب وانتهى إليه علو الإسناد‏.‏

وكان صالحًا عابدًا من قضاة العدل‏.‏

توفي في رابع ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة‏.‏

وعلي بن محمدبن علي الموصلي أبو الحسن أخو سليمان‏.‏

سمع من الحسين سبط الخياط وأبي البدر الكرخي وجماعة‏.‏

توفي في جمادى الآخرة‏.‏

وابن جبير الكناني الإمام الرئيس أبو الحسين محم بن جبير البلنسي نزيل شاطبة‏.‏

ولد سنة أربعين وخمس مائة وسمع من أبيه وعلي بن أبي العيش المقرئ وأجاز له أبو الوليد بن الدباغ وحج وحدث في طريقه‏.‏

قال الأبار‏:‏ عني بالآداب فبلغ فيها الغاية وتقدم في صناعة النظم والنثر ونال بذلك دنيا عريضة‏.‏

ثم زهد ورحل مرتين إلى الشرق وفي الثالثة توفي بالاسكندرية في شعبان‏.‏

وأبو عبد الله بن سعادة الشاطبي المعمر محمد بن عبد العزيز بن سعادة‏.‏

أخذ قراءة نافع عن أبي عبد الله بن غلام الفرس والقراءات عن ابن هذيل وأبي بكر محمد بن أحمد بن عمران وسمع من ابن النعمة وابن عاشر وأبي عبيد الله محمد بن يوسف بن سعادة‏.‏

أكثر عنه ابن الأبار‏.‏

وكان مولده سنة ست عشرة وخمس مائة أو قبل ذلك‏.‏

وتوفي يشاطبة في شوال وكان مجودًا للقراءات‏.‏

سنةخمس عشرة وستمائة فيها نازلت الفرنج دمياط فجهز العادل جيشًا نجدة لولده الكامل‏.‏

وفيها كسر الملك الأشرف موسى ملك الروم كيكاوس ثم أخذ عسكره وعسكر حلب ودخل بلاد الفرنج ليشغلهم بأنفسهم عن دمياط‏.‏

فأقبل صاحب الروم إلى أعمال حلب وأخذ رعبان وتل باشر فقصده الملك الأشرف وقدم بين يديه العرب فكسبوا الروم وهزموهم‏.‏

وأخذت الفرنج برج السلسلة من دمياط وكان قفل ديار مصر‏.‏

وهو في وسط النيل فكان يمد منه سلسلة على وجه النيل إلى دمياط وأخرى إلى برج آخر فلا تمكن المراكب أن تعبر من البحر في النيل‏.‏

وفيها التقى الملك المعظم الفرنج فكسرهم‏.‏

وقتل خلق وأسر مائة فارس ولكنه نمقت إلى الناس بإدارة المكوس والحانات بدمشق واعتذر لما عنفوه بقلة المال‏.‏

ثم سار وخرب بانياس وتبنين‏.‏

وقد كانت قفلًا للشام‏.‏

وزعم أنه خربها خوفًا من استيلاء الفرنج‏.‏

وكذلك كان قد أنشأ قلعة منيعة على الطور من أعوام فأخربها وعجز عن حفظ ذلك لاحتياجه إلى المال والرجال‏.‏

ثم سار الكامل والتقى الفرنج فهزمهم ببر دمياط‏.‏

وفيها توفي صاحب مصر والشام العادل وصاحب الروم وصاحب الموصل‏.‏

وفيها جاءت رسل جنكزخان ملك التتار محمود الخوارزمي وعلي البخاري بتقدمة مستطرفة إلى خوارزم شاه ويطلب منه المسالمة والهدنة‏.‏

فاستمال خوارزم شاه محمودًا الخوارزمي وقال‏:‏ أنت منا وإلينا‏.‏

وأعطاه معضدة جوهر وقرر معه أن يكون عينًا للمسلمين‏.‏

ثم قال له‏:‏

أصدقني أيملك جنكزخان طمغاج الصين قال‏:‏ نعم فما ترى قال‏:‏ الهدنة‏.‏

فأجاب وسر جنكزخان بإجابته‏.‏

واستقر الحال إلى أن جاء من بلاده تجار إلى ماوراء النهر وعليها خال خوارزم شاه‏.‏

فقبض عليهم وأخذ أموالهم شرهًا منه‏.‏

ثم كاتب خوارزمشاه يقول‏:‏ إنهم تتار في زي التجار‏.‏

وقصدهم يجسوا البلاد‏.‏

ثم جاءت رسل جنكزخان إلى خوارزم شاه يقول‏:‏ إن كان مافعله خالك بأمره فسلمه إلينا وإن كان بأمرك فالغدر قبيح وستشاهد ما تعرفني به‏.‏

فندم خوارزم شاه وتجلد‏.‏

وأمر بالرسل فقتلوا ليقضي الله أمرًا كان مفعولا‏.‏

فيالها حركة عظيمة الشؤم أجرت كل قطرة بحرًا من الدماء‏.‏

وفيها توفي محدث بغداد ابو العباس البندنيجي أحمد بن أحمد بن كرم الحافظ المعدل ولد سنة إحدى واربعين وسمع من أبي بكر بن الزاغوني وأبي الوقت فمن بعدهما‏.‏

وعني بالحديث وفنونه‏.‏

وكان من أطيب الناس قراءة للحديث‏.‏

وهو الذي أظهر إجازة الناصر لدين الله من أبي الحسين عبد الحق وطبقته‏.‏

ولكنه كان ضعيفًا لأمور‏.‏

توفي في رمضان‏.‏

والشمس العطار أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد السلمي البغدادي الصيدلاني نزيل دمشق‏.‏

ولد سنة ست وأربعين وسمع الناس منه صحيح البخاري غير مرة‏.‏

وكان ثقة توفي في شعبان‏.‏

وصاحب الموصل السلطان الملك القاهر عز الدين أبو الفتح مسعود ابن السلطان نور الدين آرسلان شاه بن مسعود الأتابكي‏.‏

ولد سنة تسعين وخمس مائة وتملك بعد أبيه وله سبع عشرة سنة‏.‏

وكان موصوفًا بالملاحة والعدل والسماحة‏.‏

قيل إنه سم‏.‏

ومات في ربيع ىلآخر وله خمس وعشرون سنة‏.‏

وعظم على الرعية فقده‏.‏

وولي بعده بعهد منه ولده نور الدين إرسلان شاه‏.‏

ويسمى أيضًا عليًا وله عشر سنين‏.‏

فمات في أواخر السنة أيضًا‏.‏

وزينب الشعرية الحرة أم المؤيد بنت أبي القاسم عبد الرحمان بن الحسن بن أحمد بن سهل الجرجاني ثم النيسابوري الشعري الصوفي‏.‏

ولدت سنة أربع وعشرين وسمعت من ابن الفراوي عبد الله لا من أبيه ومن زاهر الشحامي وعبد المنعم بن القشيري وطائفة‏.‏

توفيت في جمادى الآخرة وانقطع بموتها إسناد عال‏.‏

وأبو القاسم بن الدامغاني قاضي القضاة عبد الله بن الحسين بن أحمد ابن علي ابن قاضي القضاة ابي عبد الله الدامغاني الفقيه العلامة عماد الدين‏.‏

سمع من تجني الوهبانية وولي القضاء بالعراق سنة ثلاث وست مائة إلى أن عزل سنة إحدى عشرة توفي في ذي القعدة‏.‏

والقاضي شرف الدين بن الزكي القرشي أبوطالب عبد الله بن زيد القضاة عبد الرحمان بن سلطان بن يحيى بن علي الدمشقي الشافعي‏.‏

ناب في الحكم عن ابن عمه القاضي محيي الدين ثم عن ابنه زكي الدين الطاهر‏.‏

ودرس بالشامية الكبيرة وهوأول من درس بالرواحية توفي في شعبان‏.‏

وصاحب الروم الملك الغالب عز الدين كيكاوس بن كيخسرو بن قلج أرسلان السلجوقي سلطان قونية وأقصرا وملطية وأخو السلطان علاء الدين كيقباذ‏.‏

كان ظلومًا غشومًا سفاكًا للدماء‏.‏

قيل‏:‏ إنه مات فجأة مخمورًا فأخرجوا أخاه علاء الدين وملكوه بعده‏.‏

وذلك في شوال‏.‏

وأبو الفتوح البكري فخر الدين محمد بن محمد بن محمد بن عمروك القرشي التيمي النيسابوري الصوفي‏.‏

ولد سنة ثمان عشرة وخمس مائة ولو سمع في صغره لصار مسند عصره‏.‏

وقد سمع من أبي الأسعد القشيري وغيره وبالاسكندرية مع ابنه محمد من السلفي‏.‏

وحدث بأماكن‏.‏

توفي في جمادى الآخرة‏.‏

والركن العميدي صاحب الجست أبو حامد محمد بن محمد بن السمرقندي الحنفي‏.‏

أخذ عن الرضي النيسابوري وبرع في الخلاف الجدل وصنف الطريقة المشهورة وكتاب شرح الإرشاد توفي في جمادى الآخرة ببخارى‏.‏

والسلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر محمد بن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي‏.‏

ولد ببعلبك حال ولاية أبيه عليها ونشأ في خدمة نور الدين مع أبيه‏.‏

وكان أخوه صلاح الدين يستشيره ويعتمد على رأيه وعقله ودهائه‏.‏

ولم يكن أحد يتقدم عليه عنده‏.‏

ثم تنقلت به الأحوال واستولى على الممالك وسلطن ابنه الكامل على الديار المصرية وابنه المعظم على الشام وابنه الأشرف على الجزيرة وابنه الأوحد على على خلاط وابن ابنه المسعود على اليمن وكان ملكًا جليلًا سعيدًا طويل العمر عميق الفكر بعيد الغور جماعًا للمال ذا حلم وسؤدد‏.‏

وبر كثير وكان يضرب به المثل بكثرة أكله وله نصيب من صوم وصلاة‏.‏

ولم يكن محببًا إلى الرعية لمجيئه بعد الدولتين النورية والصلاحية‏.‏

وقد حدث عن السلفي وخلف سبعة عشر ابنًا تسلطن منهم الكامل والمعظم والأشرف والصالح وشهاب الدين غازي صاحب ميافارقين‏.‏

وتوفي في سابع جمادى الآخرة وله بضع وسبعون سنة‏.‏